للتكيّف مع البيئة وملاءمة النشاط للواقع المتغير، يجب فحص وتقييم عمل المؤسسة باستمرار. سيرورة الاستشارة التنظيمية تساهم في تحديد موقع المؤسسة في الوقت الحالي، وِجهتها في السنوات القريبة، آليات العمل التي يجب عليها تبنّيها لتحقيق أهدافها.
إنّها سيرورة تضمّ مختلف الأطراف المعنية من المؤسسة وأحيانًا من خارجها، تتم في مرحلة زمنية محددة، وتتيح المجال للاستيضاح، التعمق والاستنتاج.
متى يوصى بالتوجّه لتلقي استشارة استراتيجية؟
لملاءمة أنفسنا للواقع، يجب تقييم المؤسسة بناءً على العوامل الثلاثة التالية:
العامل الأول: البيئة الخارجية للمؤسسة
اسألوا أنفسكم.ن، كيف أثرت الأحداث المفصلية، مثل: الجائحة، الأحداث الأمنية، البيئية وغيرها على مؤسستكم.ن؟
العامل الثاني: المؤسسة وخصائصها المختلفة
المبنى التنظيمي، الرؤية، آليات العمل، مصادر التمويل، الطاقم، جمهور الهدف وغير ذلك.
اطرحوا على أنفسكم.ن أسئلة متعلقة بالجوانب التنظيمية، مثل: هل أنشطتنا ملاءمة لاحتياجات جمهور الهدف؟ هل هناك أدوار تتطلب التغيير؟ هل نواجه صعوبات جديدة في استقطاب متبرعين وشركاء للمؤسسة؟
العامل الثالث: التأثير، التغيير الذي تسعى المؤسسة لخلقه
افحصوا ما إذا كانت مؤسستكم.ن تحقق الأثر المنشود؟ هل يمكن الإشارة إلى إنجازات مهمة حققتها المؤسسة في طريقها نحو خلق التغيير المنشود؟
إذا شعرتم.ن بعدم الراحة حِيال أحد هذه العوامل، إذا شعرتم بعدم التناسب بين أنشطة المنظمة ورسالتها، أو بأنّ المؤسسة لا تتماشى مع البيئة التي تنشط فيها، يدل ذلك على أنّ الوقت حان للتوقف والتروي قليلَا. في هذه المرحلة، يجب التفكير بعمق فيما نريد تغييره، وربما إعادة رسم المسار من جديد.
ماذا تشمل سيرورة الاستشارة التنظيمية؟
تشمل السيرورة سلسلة لقاءات، وينفّذ جزء من العمل بين لقاء وآخر ويشمل لقاءات أو مجموعات بؤرية، وتعاون بين المستشارة والطاقم التوجيهي الذي يقود السيرورة.
في المرحلة الأولى من السيرورة، سنراجع الرؤية التنظيمية، الرسالة والقيم التي توجّهنا والبيئة الخارجية للمؤسسة. سنركّز لاحقًا على أهداف المنظمة ونظرية التغيير- بحيث سنطرح السؤال حول ماهية محور نشاطنا، الاستراتيجيات التي يجب أن نتبناها والنتائج بعيدة المدى التي نسعى لتحقيقها؟ نخصص الجزء الأخير لتحديد الأولويات. في هذه المرحلة، سنترجم الأفكار إلى مقترحات ومشاريع جديدة، وفي النهاية، سنضع سلم الأولويات الذي سنسير بحسبه.
يمكن خوض هذه السيرورة عن طريق إجراء لقاءات وجاهية فقط، ويمكن الدمج بين اللقاءات الوجاهية واللقاءات عن بعد عن طريق برنامج زوم.
في اللقاءات، يتم العمل ضمن مجموعات صغيرة وفي المجموعة الكاملة أيضًا. إذا اخترتم السيرورة المختلطة، سندمج أيضًا وسائل رقمية تزيد من تداخل جميع الشركاء في السيرورة.
مواضيع الاستشارة:
تدمج بين الاستشارة التنظيمية والاستشارة بخصوص دعم السياسات، والهدف من ورائها هو توضيح وتحديد الأجندة التنظيمية والترويج لها، بما يتماشى مع الواقع المتغير. تشمل الاستشارة التنظيمية استعراضًا للاحتمالات المستقبلية، بما في ذلك اتخاذ القرارات وتحديد مسارات عمل مُجدية لتحقيق الهدف التنظيمي.
خطط عمل المؤسسة مشتقة من نظرية التغيير التي وضعتها. إنّها أشبه بالسفر فوق سكة حديدية، فهي توجّهنا إلى الأماكن التي نريد الوصول إليها. لذلك، من المهم ألّا تبقى حبرًا على ورق، بل أن تشكّل مرجعية لنا طوال السنة. في السيرورة الاستشارية، سنساعدكم.ن على بناء خطط عمل، لتتمكّنوا من تطبيقها، متابعة تقدّمها، قياس نجاحها في مراحل مختلفة طوال السنة، واستخلاص العبر لسنة النشاط المقبلة. النموذج الذي طوّرناه يستند إلى خطط عمل يمكن إدارتها بوسائل رقمية، ومتابعتها ومشاركتها مع جميع أعضاء الطاقم.
سيرورات المرافعة والتغيير الاجتماعي مركّبة، تستغرق وقتًا طويلًا وتتأثّر بعوامل مختلفة: سياسية، اجتماعية، اقتصادية وغير ذلك. لتحديد دورنا ومساهمتنا في خلق التغيير المنشود، يجب خوض سيرورات تعلّمية لتقييم وقياس النشاط التنظيمي، لفهم طريقة العمل التي اتبعناها، الشوط الذي قطعناه في السيرورة، النتائج التي توصّلنا إليها والاستثمار المطلوب لتحقيق ذلك.
في هذا الإطار، سنوضّح نظرية التغيير الخاصة بالمؤسسة والعلاقة بين الأنشطة والنتائج المرجوة؛ سنحدد المؤشرات والغايات التي ستساعدنا على رصد تقدّمنا نحو تحقيق التغييرات المنشودة؛ سنطور أدوات لجمع المعطيات وسيرورات عمل ملائمة للمؤسسة وقدراتها؛ سنتعلم كيفية استخدام المعطيات لتحسين النشاط التنظيمي ولغرض التسويق وتقديم التقارير للشركاء؛ وسنقدم دعمًا عينيًا في بناء منظومة تقييم لسيرورات المرافعة وتغيير السياسات، وهي مجال تخصّصنا.